يا عزيزتى كان يجب ألا نتعمق لتلك الدرجة ، ألا نصبح قلبًا واحدًا لجسدين تفرقهما الظروف والمسافات والكبر ، كان يجب ألا نشتاق حين يغلبنا الحنين ، وألا تفتقدي عناقي حين تغلبكى قسوتك ، الأقدار دومًا تضعنا في اختبار نرسب فيه مرارًا، وبشكل ممل ، أتعلمى أصبحت شخص أكثر صمتًا ، أكثر عزلة ، لا تغريني تعدد الاشكال ، ولا أؤمن بالحب من النظرة الأولى ولا تغمرني ذكريات حزينة ، لم أعد أغرق في التفاصيل بكامل إرادتي ، فقط تملؤني الرغبة في الحياة بسلام نفسي وهدوء
أتعلمى ياعزيزتى كنت أظن قبل أن نلتقي أنى سأظل أختبر الحب وأبحث عن أماكن آمنة فى قلوب من حولى طوال حياتي ، كنت أظن ، أنى أبكي سرا وأضحك للجميع ، وأن الأمر سيتطلب سنوات لاكتشف من أنتي ، لحظات ثقيلة انتزع فيها الكلمات والاشخاص من عروقى ، أخوض المعركة بكامل إرادتي وأنهزم أحيانا ليلا وأنا وحيد ، ثم اصحو ف الصباح الباكر احارب من جديد ، لن أستطيع البوح بمخاوفي ، اتضطر إلى كتمان الأمر واختار الوحدة كحل آمن ، ولكني سأظل أشعر به ، أخاف من أن أهزم في إحدى معاركي ، ولا أكتشف ذاتي في نهاية الأمر ، وأكثر ما يخيفني ولن أبوح به ، هو ألا أجد الحب الذي ظللت أبحث عنه طيلة حياتي .
فقالت لي ياعزيزي ، أتعلم شعور أن يقضي المرء عمره يبحث عن شخص يفهمه ، شخص قادر أن يضع يده علي الجانب المظلم للقلب دون أن تتغير نظرته ، فلا يبقى دوماً سوى نظرة الحب ذاتها ، لا تزعجه الرسائل الصوتية الطويلة في الرابعة فجرًا وأنت تحكي عن أشياء لا تهم أحداً غيرك ، أتعلم أنك أنت ساكن للقلب وسكنُه وسكينته ، أتعلم انى مازالت أومن أننا ” في فوضانا.. إلتقينا ” هل تعلم أنى سأظل ممنونه للقدر الذي جمعني بك ” وأنى أحبك ” ولن أجعلك تذهب بعيداً عني .
أعلم ياعزيزتى ، أؤمن أن قلوب الأحباء تشعر ببعضها ، وأؤمن أيضا أنه بين وقت وآخر نحتاج أن نطمئن من نحبهم أنهم مازالوا دوماً في قلوبنا ، لذا إليك التأكيد ياعزيزتي أنا “أحبك” وإن كانت الأحرف لا توافيك بعض حقك أدين للقدر الذي جمعني بك ، وكنت على علم أننا وبرغم ظروف الحياة بين يسر وعسر سنلتقي ، “وها نحن اليوم في فوضى هذه الحياة إلتقينا” وأدين لكل مرة كنت بها جانبي أدين لأحاديثنا وصمتنا أدين لقلبك الطيب .